"وأمّا الآنَ فقد تحَرَّرنا مِنَ النّاموسِ، إذ ماتَ الّذي كُنّا مُمسَكينَ فيهِ، حتَّى نَعبُدَ بجِدَّةِ الرّوحِ لا بعِتقِ الحَرفِ."
(رومية ٧: ٦)
لطالما واجه المثليون والمثليات –والأقليات الجنسية عمومًا– التمييز بسبب المواقف السائدة في المجتمع. وللأسف، كثيرًا ما تُعلَّم هذه المواقف داخل الكنائس، في العالم بشكل عام، ولكن بالأخص في مصر والمجتمعات العربية حيث العلاقات المثلية مُجرّمة قانونيًا ومرفوضة اجتماعيًا. وغالبًا ما يُستخدم الكتاب المقدس كسلاح لـ"إدانة" المثليين والمثليات.
من المهم أن نتذكّر أن هذه الأقوال الجارحة لا تعبّر عن المسيح، ولا عن الطريقة التي يريد الله أن تكون عليها الكنيسة، ولا حتى عن المعنى الحقيقي للكتاب المقدس. ولكن–بطبيعة الحال– كثيرًا ما يستخدم القادة الدينيين الكتاب ويوظفونه بحسب رؤيتهم، متأثرين بآرائهم الشخصية واعتقاداتهم الفردية، وأيضًا بالثقافة المحيطة بهم وبالمجتمع.
لا يذكر الكتاب المقدس إلا عددًا قليلًا جدًا من المقاطع التي تشير إلى العلاقات الجنسية بين أشخاص من نفس الجنس (ستة مقاطع فقط في ستة وستين سفرًا). من الواضح أن هذا الموضوع لم يكن ذا أهمية كبيرة لدى كُتّاب الكتاب المقدس. ومع ذلك، فقد استُخدمت هذه الآيات لتبرير الكراهية والإدانة وإقصاء أبناء الله من المثليين والمثليات.
مصطلح "المثلية الجنسية" هو مصطلح حديث ولم يكن موجودًا في زمن الكتاب المقدس. فلم يكن لدى كُتّاب الأسفار المقدسة أيّ مفهوم للتوجّه الجنسي أو لتطوّر الحياة الجنسية كما نفهمها اليوم. ولذلك، ينبغي ألا ننظر إلى الآيات التي تتناول العلاقات الجنسية بين نفس الجنس على أنها تصريحات شاملة عن المثلية الجنسية، بل يجب فهمها في سياق المعرفة المحدودة التي كانت لدى العالم القديم –الذي أنتج الكتاب المقدس– فيما يخص النشاط الجنسي.
في هذا الإصدار من الكُتيب حول اللاهوت الشامل نتناول المقاطع الستة الشهيرة، بنظرة فاحصة وشاملة وتاريخية، في ضوء محبة الله وقبوله الفائق، مكملين بذلك ناموس المسيح والوصية العظمى. وأيضًا نتناول قضية "الناموس" بالنسبة لنا كمسيحيين، ولمحة موجزة عن سلطة الكتاب المقدس في حياتنا.